***************************بسم الله الرحمن الرحيم***********************************
حكم رفع الصوت بالذكر والدعاء فى المسجد عما ذُكر فى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله:
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
يقول الله عز و جل في كتابه العزيز (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ..) سورة التوبة – آية18 .
العمارة كما تكون بالبناء تكون بالصلاة فيها والدعاء .
قال تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ..)سورة النور – آية 36.
وفي الحديث الصحيح حدد عليه الصلاة والسلام الغاية من إنشاء المسجد بأنها: (ذكر الله عز وجل والصلاة و قراءة القرآن) " من حديث الأعرابي الذي بال في المسجد" - أخرجه مسلم في صحيحه-
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أكل البصل والثوم والكرّاث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم)) – أخرجه مسلم في صحيحه.
يحدث اليوم في كثير من مساجدنا تشويش على المصلين وهو نوع من الأذى المنهي عنه والذي سبق التنبيه عليه، فالذين فاتتهم ركعة مع الإمام يقومون لقضائها فإذا بالذين سلموا مع الإمام يقومون برفع الصوت بعد الفراغ من الصلاة فيضيعون الآخرين ويشوشون عليهم أفكارهم، أو يدخل رجل إلى المسجد للصلاة فيجد أناسا يتحدثون بأمور الدنيا أو يذكرون الله عز وجل أو يقرؤون بأصوات مرتفعة فيشوشون عليه صلاته .
أن العلماء أجمعوا على استحباب ذكر الجماعة في المسجد وغيره الا أن يشوش ذلك على نائم أو مصل أو قارئ للقرآن ..
وقال المالكية: يكره رفع الصوت في المسجد، ومحل الكراهة إذا لم يشوش على المصلين ، فإذا شوش عليهم فيحرم.
وذكر الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم نقلا عن ابن بطال: أن أصحاب المذاهب المتبوعة وغيرهم متفقون على عدم استحباب رفع الصوت بالذكر والتكبير..
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
والله أعلم